حلو بنكهة الحار بقلم مروة حمدى

حصرى
حلو بنكهة الحار
بقلم مروة حمدى.
كقطعة سكر ذاب قلبى بهواك مغمض العنين متلذذ منتشيا بسحر الكلمات و روعه الضحكات وبين كل همسة وأخرى أغرق ببحور عشقك ولا أمد يدي للخلاص لينقبض القلب وتجفل الروح وقد تبدل الحلو لحار وكما رقص طربا من حلاوة المذاق رقص فزعا من صهج تلك النيران.
بخطى مهرولة دلفت لغرفتها ومنها إلى النافذة بقلب نازف تتطالعه وهو يخطوا لسيارته بهزل كأن عمر اخر أضاف على عمره.
سمحت لدموعها الحبيسة بالهطول بصمت لتتحفز خلايا جسدها عندما توقف أمام سيارته ملتفا للخلف ناظرا لأعلى لتتلاقى النظرات وعلى الرغم من المسافة بينهما إلا انها اوصلت رسالة كلا منهما للأخر واضحه أحدهما معاتبة تحمل من الحزن والكسرة ما يكفى لوصف حال قلب صاحبها المحطم.
والأخرى لائمة تخفى بين طياتها عشقا أؤده الخذلان.
لتقطع اتصالهم البصرى بإسدالها الستار توليه ظهرها واضعه يدها على فاهها كاتمة لشهقاتها وقد أنفلت بعضها لتجلس على الفراش بإنهاك متمته
انت السبب انت السبب
لتغيم عيناها بذكرى ذاك اليوم يوم تحطم قلبها وتهاوت أحلامها.
بقلب متلهف للقاء تقف أمام المرأة تضع اللمسات الأخيرة.
صدح رنين هاتفها بتلك النغمه المميزة كصاحبها وبسرعه البرق انتقلت من أمام المرآة إلى الطرف الآخر للفراش تمسك به تجيب على الاتصال.
بهيام الو ايوه يا مؤمن.
من الطرف الاخر _ها يا ملك خلصتى
_اه خلاص انت تحت
_لا للأسف يا حبيبتى انا متصل علشان اقولك انى هتاخر ساعه كمان.
بانقباضه قلب ليه انت كويس فى حاجه
_لا انا كويس بس..
_بس ايه
اصل كنت فى مشوار فى منطقة .... وتأخرت فمسافه من هناك لعندك يعنى ساعه او اقل شوية لو سرعت.
بخوف لا متسرعش.
_اعمل ايه مش عايز اتاخر عليكى .
لمعت فكرة بعقلها وبابتسامه بقولك ايه هو احنا مش رايحين مطعم ......
_اه هو.
_
_ايه ال بتقوليه ده مينفعش طبعا انا جاى.
_يا مؤمن المسافة بينك وبينه ربع ساعه وبينى انا وبينه نص ساعه فنكسب وقت نقضيه سوا بدل ما نتاخر فانهى احسن.
_بس...
_من غير بس انا هركب تاكس وهاجى.
_لا تاكس لا انا هطلبلك أوبر وهتابع معاكى علشان اكون مطمئن عليكى سلام.
أغلقت معه تقرب الهاتف إلى يسارها بيخاف عليا! هيييح.
تحركت بدلال نحو المرآة من جديد تتفقد هيئتها بابتسامه رائعه واعين لامعه ولسان يدندن
الحب يبان فى عيونى وايديا تقول خبونى من شوقها للمس ايديه
_ما كدبتيش يختى ماهو باين فعلا.
هكذا نطقت والدتها بعدم رضا عن حال ابنتها وهى تدلف للغرفة تستمع لغنائها.
_بحبه يا ماما.
_يا بنتى وانا قولتلك اكرهيه بس مش كده الدلقة السودا ال انتى مدلوقاها دى مش هو ابن اختى وحبيبى بس اهو بقولك اعملى لنفسك شخصية قدامه بدل ما يلعب بيكى الكورة بعدين.
_حاضر هشخص.
_امم بتاخدينى على قد عقلى وعلى رأى ال قال يا داخل صحيح هو اتاخر ليه مش كان قال ٧
_لا ما هو مش هيجى...قالتها وهى تحضر حقيبتها الصغيرة ترتديها لتقف قبالة والدتها مبررة انا ال هروحله.
_وانتى رضيتي! .
_انا ال قولت اصل خفت عليه من السكه.
_يا سلااااام.
رن هاتفها لتجيب بسرعه تحت ناظرى والدتها المستنكرة.
اوك نازلة اهو
والدتها بسخرية ايه بيشوفك نزلتى
_لا قرة عينى بيقولى ان الاوبر ال طلبهولى واقف تحت.
تنهدت بهيام ربنا يخليه ليا.
افاقت على حالها العربية تحت انا نازلة.
وقبل ان تخرج من الباب التفت لوالدتها
_اوعى تنسى كيكه الشيكولاته.
_ لسه مدخلاها الفرن.
ألقت لها قبله بالهواء مودعه اياها باى.
_ربنا يهنيكى يا بنتى.
وعادت للمطهى من جديد.
بعد وقت توقفت السيارة أمام المطعم لتتسع ابتسامتها
هحبه اكتر من كده ايه بس!
_فى حاجه يا فندم.
بحرج ها لا مفيش..
وقف أمام السيارة يفتح الباب يساعدها على الهبوط وبابتسامته التى لم تفشل ولو لمرة واحده بسلب قلبها.
_حمدلله على السلامه.
وبداخل المطعم تجلس على الطاولة تستند بوجنتها ع على قبضة يدها المرفوعه عن الطاولة تتابعه بهيام كل شئ به يجذبها كما تنجذب الفراشة للنار.
اعتدلت بحرج عندما التف بجزعه العلوى ينظر لها لتتلاقى الأعين يهديها ابتسامه صغيرة حنونه احمرت وجنتيها خجلا على أثرها ومما زاد من اشتعالها هو ملاحظه رفيقه الواقف إلى جواره لهما ليضربه بخفه على كتفه ممازحا.
حاولت التظاهر بالانشغال عنهما تتطالع المكان من حولها فلقد أحبت المكان كثيرا مطعم ذو تصميم راق وأنغام هادئة واضاءه مريحه للعين وهو.
ضربت على جبهتها بخفه وضحكه صغيرة خرجت عنوة كل أفكارها تعود له من جديد.
صوت تنبيه رسالة وصل إلى الهاتف الموضوع على الطاولة أخرجها من شرودها لكن ما حاز على انتباهها هو ذلك الأشعار المنبثق على شاشته الرئيسيه.
بفضول أنثى رفعت رأسها قليلا مدت جسدها للأمام تتطالعه اعتدلت سريعا بارتباك عندما عاد مجددا للجلوس وتلك الابتسامة لا تزال تزين ثغره.
_اتاخرت عليكى يا حبيبتي.
ابتلعت ريقها بصعوبه وبنبرة صوت خرجت مهزوزة ها لا ابدا.
قاطعهما قدوم النادل بالطعام اخذ ينظر للاطباق المصطفة أمامه برضا معلقا بمزاح ابتسمت عليه بخفة.
_بصى بقا انا راجل بعشق الاكل فعايز كل يوم بعد الجواز أسألك اسمه ايه الصنف ده يا حياتى
ضحكت ضحكه خفيفة صغيرة لتعود إلى شرودها به وهو يتحدث لم تتناول سوى لقيمات صغيرة.
قطع تلك الجلسة شهقة صغيرة مرتبكه خرجت منها تعبث بعدها بمحتويات حقيبتها تخرج هاتفها ناظرة له بسخط ليسألها الاخر بفضول.
_فى حاجه يا ملك
_تليفونى مقفول وزمان
عقد حاجبيه مجيبا خالتى عارفة اننا سوى فمتقلقيش.
_ده على اساس انك مش عارفها يعنى!
_خلاص خدى التليفون بتاعى كلميها وقوليلها ان فونك فصل وانا كده كده هوصلك لحد باب البيت فمتقلقش.
ختم حديثه بعدما فتح هاتفه وأجرى اتصال بوالدتها ثم أعطاه لها نظرت له بإمتنان وعندما وصل صوت والدتها من الجهة الأخرى أجابت سريعا.
_الو ماما لا مش مؤمن انا ملك الووو سمعانى!!
أشارت بيدها لخروجها معلقه ما فيش شبكه
ليهز رأسه بتفهم.
عادت بعد دقائق اعطته هاتفه تشكره ثم أكملت جلستها معه.
بعد وقت ليس بكثير نظرت إلى ساعة يدها.
_كفاية كده يا مؤمن يالا بينا.
نظر لها بإندهاش لسه بدرى
ملك بتبرير ماما وصتنى ما اتاخرش تتعوض مرة تانية.
مؤمن بابتسامه زى ما تحبى يالا بينا.
وصلا أمام البنايه لتترجل من سيارته سريعا بينما هو يستعد للهبوط خلفها والصعود معها يوقفه حديثها واشارة من يديها.
_مرسى اوى يا مؤمن تقدر تروح انت دلوقت علشان تستريح انا عارفة عندك شغل كتير بكرة.
حمحم بحرج عائدا إلى موضعه يهم بالحديث اتسعت اعينه وهو ينظر إلى طيفها وقد اولته ظهرها ورحلت دون توديعه حتى!
وبدون وعى
غريبة!!!
حاول لملمه شتات تفكيره فى تصرفها الغير معتاد منها بالمرة هتكلمنى تطمئن ووقتها هفهم.
ليحرك سيارته راحلا وعلامات الدهشة جلية على وجهه.
بالأعلى دلفت إلى منزلها بهدوء يوقفها صوت والدتها.
_انتى جيتى يا ملك
_ايوة يا ماما.
نظرت إلى الساعه المعلقة على الحائط بإستغراب.
_بدرى يعنى
بلامبالاة مصطنعة _لا ابدا.
رحلت من امامها لتوقفها مرة أخرى.
_ اومال مؤمن فين
تسمرت بمكانها لبرهه تبتلع ريقها وبصوت ظهر به الألم جليا لم تنتبه لها والدتها وسط حيرتها من تبدل حال ابنتها.
_مشى.
_يعنى مش هيقعد شوية معانا ده انا
ملك بنفاذ صبر تخطو باتجاهه غرفتها لا.
الام وانتى سبتيه يمشى كده